edmilia.tk <body> </body> google-site-verification=Xz06IR0Fyb2MKO7FygwFviEwK6XKl7AUITzo_UlSHGQ الـــحــب الحب أجمل ما يوجد في هذه الحياة بدون الحب لا توجد حياة فالحب أسمى معاني الحياة وللحب أشكال كثيرة ومعاني أكثر لكن أروعه حب الأبوين حب الأم وحب الأب فلولا هذا الحب لما وجد الحب أصلا
   
  عصافير
  fa14
 
محمد مهدي الجواهري إبن العراق البار
في الذكرى السابعة عشرة لرحيله
فهيم عيسى السليم
 
لا يختلف إثنان أن محمد مهدي الجواهري الذي عاصر ما يقرب من قرن كامل من عمر العراق الحديث قد قال في وطنه الحبيب جل ما يمكن أن يقوله أي شاعر فكيف إذا كان هو شاعر العرب الأكبر المتمكن من الشعر العربي بشكل قل نظيره ووصل فيه حد الإعجاز الشعري المتكامل أوزاناً ومعانياً وصوراً شعرية وسلاسة وتكاملاً في الأبيات والمقاطع والقصائد.
 
أما إذا عددنا مقاصد أشعاره التي قالها في وطنه فربما تغطي كل مشاعر العراقيين من غضب ورضا وسخط وعشق ونفور ومحبة وأمل وقنوط وشحذ الهمم والعتاب المر المؤلم وأكبر من كل هذا الحنين الجارف الأخاذ
اخو الشعور في العراق
ضائع مضطهد
يحت من فؤاده
ما لا يحت المبرد
 
وفي قصيدته (الثورة العراقية) تراه يستنهض الهمم ويهيج المشاعر والأحاسيس
لعل الذي ولى من الدهر راجع
فلا عيش إن لم تبق إلا المطامع
ألم تر أن الدهر صنفان أهله
أخو بطنه مما يعد وجائع
إذا أنت لم تأكل أكِلتَ ، وذلةٌ
عليك بأن تنسى وغيرُك شائع
تحدث أوضاع العراق بنهضة
ترددها أسواقه والشوارع
وصرخة أغيار لإنهاض شعبهم
وإنعاشه تستك منها المسامع
لنا فيك يانشء العراق رغائب
أيسعف فيها دهرنا أم يمانع
ستأتيك يا طفل العراق قصائدي
وتعرف فحواهن إذ أنت يافع
 
والجواهري غنى العراق وناجاه فأحسن المناجاة وتداخلت ذاته ونفسه الكبيرة الطموحة مع عظمة العراق وكبرياء العراق
 
فتنة الناس وقينا الفتنا
باطل الحمد ومكذوب الثنا
آه ما أخيبني من غارس
شجر الآمال لكن ما جنى
كلما حدِّثت عن نجم بدا
حدثتني النفس أن ذاك أنا
أمل أخشى عليه زمني
فلو استطعت أطلت الزمنا
 
أنت لا تطلب ما لا ينبغي
 
فدع الألقاب عنّا والكنى
أنتِ يا آمال قد عاهدتني
بالوفا لا لا تخوني عهدنا
غنّني باسم عراقي تشجني
واتركِ الشَّام وخلِّ اليمنا
لا أرى لي بدلا عنه وقد
عَذِبَ الورد وطاب المجتنى
أترى يغنيكَ عنه وطن
أنت يا من خان هذا الوطنا
لم تبع شعبك لو أنصفته
فمن الشَّعب قبضت الثّمنا
خلَّفَ المجدَ لنا من سلفوا
افيُخزي عارُنا من بعدنا
 
أما قصائد الحنين إلى الوطن في شعر الجواهري فهي كثيرة ومتعددة وفيها من الصور الجميلة الراقية والوصف البديع ولا تخلو طبعاً من العتاب الجميل
صبوت إلى أرض العراق وبَرْدها
اذا ما تصابى ذو الهوى لربى نجدٍ
بلاد بها استعذبتُ ماء شبيبتي
هوىٍ ولبست العزَّ بُرداً على برد
وصلت بها عمرِ الشباب وشَرخَه
بذكر على قرب وشوق على بعد
بذلت لها حق الوداد رعايةً
وما حفظ الود المقيم سوى الود
سلام على أرض الرُّصافة إنها
مراح ذوي الشكوى وسلوى ذوي الوجد
لها الله ما ابهى ودجلةُ حولها
تلف كما التف السوارُ على الزند
يعطر أرجاها النسيم كأنما
تنفس فيها الروض عن عابق النَّد
هواؤكِ أم نشر من المسك نافح
وأرضك يا بغداد أم جنة الخلد
أحباي بالزوراء كيف تغيَّرت
رسوم هوىً لم يُرعَ جانبهُ بعدي
رَضِينا بحكم الدهر لا جو عيشنا
بصاف ولا حبل الوداد بممتد
جفوتم ولم انكر جفاكم فلستمُ
بأولِ صَحْب لم يدوموا على العهد
 
وللذين لا يعرفون أن الجواهري ألف قصيدة على وزن وقافية (يا دجلة الخير) سنة 1924 باسم (في بغداد) وهي قصيدة جميلة جداً لكنها لا ترقى إلى صور دجلة الخير لأسباب واضحة
يا نسمة الريح مِن بين الرياحينِ
حيي الرُصافة عني ثم حَيّيني
ان لم تمري على ارجاءِ شاطِئها
فلَيتَ لم تحملي نشراً لدارين
لا تَعبَقي أبداً إلاّ مُعطّرةً
ريانةً بشَذَى وردٍ ونِسرين
حيثُ الزمانُ وَريقُ العودِ رَيّقه
والدهرُ دَهرُ صباباتٍ تواتيني
ولي الى الكرخِ من غربيِّها طَرَب
يكادُ ُمن هِزَّةٍ للكرخِ يرميني
حيث الضفافُ عليها النخلُ متِّسقٌ
تنظيمَ أبيات شعرٍ جدِّ موزون
وللنسيم استراقٌ في مرابعها
للخطو مَشْيٌ ثقيلُ القيد موهون
يا ربةَ الحسن لا يُحصَى لنَحصِره
وصفٌ فكلُ معانينا كتخمين
سقاكُمُ ريِّقٌ من صَوب غاديةٍ
ينهلُّ عن عارض بالبشرِ مقرون
ضِقتُمْ قلوباً لما ضمَّتْ جوانحُنا
لو كانَ يسمَحُ في نشر الدواوين
خلِّ الملامةَ في بغدادَ عاذلتي
علامَ في شم رَوح الخُلد تَلحيني
هل غيرُ نَفسٍ هَفَت شوقاً لمالئها
شوقاً ، يصعِّد بين الحين والحين
أما النسيمُ فقد حَملتهُ خَبَراً
غيرُ النسيم عليه غيرُ مأمون
ما سرَّني وفنونُ العلم ذاويةٌ
أنَّ الأفانينَ لُفَّتْ بالأفانين
أما اللسانُ فقد أعيا الضِرابُ به
وكان جِدَّ رهيفِ الحدِّ مَسنون
 
والجواهري في قصيدته (عد عني الكؤوس) يستعيد أيام الشباب والأنس والخير فيقول
عَدِّ عنك الكؤوسَ قد طِبتُ نَفسا
واسقينيها مراشفاً لك لُعْسا
لست انسى عيشي ، وخيرُ زَمانٍ
زَمَنٌ طِيبُ عيشهِ ليسَ يُنسَى
حبذا دجلةٌ وعيشيَ رَهْوٌ
طيب الرَوحتين مغدىً وُممسْى
حينَ ايامُنا من الدهر يومٌ
فيه تُستَفرغ الكؤوس وتُحسى
وللجواهري هنا مقطع مهم يدلل على غروره الشعري ونفسيته الشبيهة بنفسية المتنبي إذ يقول
ايها المقتفُونَ شأْوي هَلمّوا
وخذوا عَنيَ البلاغةَ دَرسْا
انا لا أدَّعي النبوةَ الاّ
أنني أرجعُ المقاويلَ خُرسْا
انا في الشعر فارسٌ إن أغالَب
يكنِ الطبعُ لي مِجَنّاً وتُرسا
كل ُّ محبوكةٍ فلا تُبصرُ المعنى
مُعّمىً ولا ترى اللفظ لَبْسا
واذا ما ارتمت عليَّ القوافي
نلتُ مختارَها وعِفتُ الأخسا
ان اكن اصغرَ المجيدين سِناً
فانا أكبرُ المجيدين نَفْسا
طبقّت شهرتي البلادَ وما
جاوز عمري عشراً وسبعاً وخمساً
وإذا عدنا لأشواق الجواهري للعراق وهو بعيد عنه فسوف نجد العديد العديد من القصائد التي تتغنى بالوطن وتحن إليه وتصف مشاعر الغربة القاتلة
سقى تُربَها من ريِّقِ المزن هطّالُ
دياراً بعثْنَ الشوقَ والشوقُ قتالُ
أحنُّ إلى أرض العراق ويعتلي
فؤادي خُفوقٌ مثلَما يَخفُق الآل
احباي بين الرافدين تيقَّنوا
بأني وان أُبعِدتُ عنكم لسّآل
لئن راقكم ماءُ الفرات وظلِّلتْ
عليكم من الصَفصاف والنخل أظلال
فانيَ من دمعٍ عليكم أُذيله
شَروبٌ ومن سَوداءٍ قلبي أكّال
لقد كان هذا القلب في القُرب مضغةً
وها هو من بعد الأحبَّة أوصال
 
ومن الغريب العجيب أن حديث الجواهري في ثلاثينات القرن الماضي عن العراق ومهازل الإنتخابات وألاعيب الحكام ينطبق على حاله اليوم
ولو عَرَفت بلادي ما أرادَت
بها النُواب لم ترد انتخابا
فلا وأبيكَ ما ونَتَ الليالي
تُديف لموطني سُمّاً وصابا
حَدَدْنَ لقلبه ظُفراً فلما
وَجَدْنَ بقيةً أَنشبْنَ نابا
فيالكَ موطناً واليأسُ يمشي
فلو رام الرَجا حُلُماً لخَابا
أرادَ الرأسَ لم يحصلْ عليه
مكابرةً ولا لزمَ الذُنابي
لمن وإلى مَ مِن ألمٍ يُنادي
كَفاَه مذَّلةً أن لا يجابا
وهل طرَقتْ يمينُ الحق بابا
ولم تسدد شِمال الظلمِ بابا
فواأسفاً لمطّلبٍ طلابا
يخال الموتَ اقربَ منه قابا
وقد اتخذوا لحومَ بنيهِ زاداً
وقد لبِسوا جلوَدهُمُ ثيابا
رضُوا من صُبحِهم فجراً كِذاباً
ومن أنوار شمسهِمُ اللعابا
فيا وطني من النكبات فَأمَنْ
فقد وَفَّتكَ حظَّك والنصابا
وان خَشُنَتْ عليك مكاشفاتٌ
فحسبُك أن تُجامَلَ أو تحابَى
وان طُوِيت على دَغَلٍ قلوبٌ
فقد أُعطِيتَ ألسنةً رطابا
أما في قصيدته القافية الجميلة فنرى الجواهري يتألق مرة أخرى بمعني الشوق والحنين الجارف
كؤوسُ الدمعِ مُتْرَعةٌ دِهاقُ
وللحزنِ اصطباحٌ واغتباقُ
مضى " فرْعَوْنُ " لم تَفقِدْهُ مصرٌ
ولا " هارونُ " حنَّ له العراق
أُديف " الرافدان " فلن يرادا
ولا " بردى" من البلوى يُذاق
وكيف يَلَذُّ للوُرّادِ ماءٌ
عليهِ من بنيهِ دمٌ يُراق
ويا جوَّ العراقِ وكنت قبلاً
مداواةُ المراض بك انتشاق
أُشاق لها اذا عنَّت خيامٌ
وأذكرها اذا حنَّت نِياق
سلوا التاريخَ عن شمس أُديلت
وعن قمر تَعاوَرَهُ المحاق
هل الأيامُ غيّرتِ السجايا
وهل خَشُنَتْ طباعُهُمُ الرِقاق
فانْ كُتِبَ الفراقُ لنا فصبراً
على كل الورى كُتِبَ الفراق
لنا شوق إذا ذكروا رباها
وإنْ نُذكَرْ لها فلها اشتياق
يُطاق تقلبُ الأيام فينا
وأما أنْ نَذلَّ فلا يُطاق
 
ويقول في بغداد
بدت خَوداً لها الأغصان شَعرُ
ودجلةُ ريقُها والسَفْحُ ثَغْرُ
على " بغداد " ما بَقِيتْ سَلامٌ
يَضُوعُ كما ذَكَا للوَردِ نَشْر
يُظلَّلُ دجلةً منها جَناحٌ
كما بَاهى بقادِمتَيه نَسْر
فيا بغدادُ لا ينفكُّ سِرٌ
لحُسْنِكِ ينجلي فيدِقُّ سِر
ولستُ ببائعٍ أرضي بأرضٍ
وإن لم ألقَ فيها ما يسر
ومن لم يرضَ موطنه مقراً
من الدنيا فليس له مقر
وهاهو التاريخ يعيد نفسه ويتهدد العراق الخطر.إنها نفس الزمر التي قال فيها الجواهري
أتت زمراً فهدَّدت البلادا
خطوبٌ هزَّت الحجرَ الجمادا
فيا وطناً تناهبتِ الرزايا
حُشاشتَه وأقلقتِ المهادا
برغمي أنَّ داءك لاأقيه
وجرَحكَ لاأطيق له ضمادا
أشبَّانَ العراق لكم ندائي
ومثلُكُمُ جديرٌ أن يُنادى
ألستم إنْ نبا بالشعب خطبٌ
نضيناكمْ له قضباً حدادا
لئنْ غطى على كَبدي اديمٌ
فكم من جمرةٍ كُسِيَتْ رَمادا
وفي قصيدته (هلموا وانظروا) يتحدث الشاعر إلى الناس فيقول
الا لا تسألاني ما دهَاني
فعن ايِّ الحوادثِ تسألانِ
بكَيت وما على نفسي ولكنْ
على وَطَنٍ مُضام مُستَهان
على وَطن عجيفٍ ليس يقوَى
على نُوَبٍ مُسلْسلةٍ سمان
أأتركُهم وقد أغرَوا بأخذي
وأنساهُم وقد غَصَبوا مَكاني
أمثلي تَمنَعون عن القوافي
ومثلي تحبِسون عن البيان ؟
حياتي للعراق فِدىً ووقفٌ
على وطني ومُصلِحُه كياني
ولو سُئِل الجمادُ لمن قريضٌ
تَهَشُّ له إذا يُروَى عَناني
لهان عليّ ما ألقى ولكنْ
هلُّموا وانظروا بمن ابتلاني "
وحديث الجواهري عن العراق ويا للعجب كأنه يكتب أربعينات القرن الماضي ما يحصل له اليوم
وطني الغضيضُ إهابُهُ
أصبو له وأهابُهُ
خُضْر الحقولِ طَعامُه
والرافدان شَرابه
حَبُّ القلوبِ رِمالهُ
كُحْلُ العيون تُرابه
إن ساءَ مبدأُ موطني
فعَسىَ يَسَرُّ مآبه
لم يبقَ فيه بقيِّةٌ
ظُفْرُ الزمان ونابه
بيد الظروفِ دَنيَّةٌ
العوبةٌ أحزابه
وعلى رَحَى تفريقه
مطحونةٌ " أقطابه"
شعراؤُهُ متكالبونَ
ومثلهم كُتّابه
هيهاتَ ينهضُ موطنٌ
حُبُّ التقسمُّ دابه
سَحقَ الزمانُ رؤوسَه
فترأسَّتْ اذنابه
فاذا نَبَا دهرٌ به
فحُماتهُ نُهَّابه
                 صُونوا القضيةَ اِنها
سِرٌّ وأنتُمْ بابه
 
ويقول الجواهري في أحدى قصائده أنه لم يلق إلا الألم والحسرة لقاء مشاعره الجياشة تجاه وطنه
نادمتُ خلان الأسى
وسُقِيتُ من كأسٍ دِهاقِ
هذي النفوسُ الشاعراتُ
تلذَّذت بالإحتراق
كل البلاد سَعت لتُصلِحَ
شأنها إلا عراقي
وفي قصيدته التي يتغنى بها بغداد يقول وهي من قصائد الجواهري النادرة التي يضمن فيها أبياتاً شعرية لآخرين .فقد ضمن بيت المعري الشهير في بغداد (وردما ماء دجلة خير ماءٍ وزرنا أشرف الشجر النخيلا.
كما أنه ضمّن الشطر الأول من بيت الخنساء المعروف (ولولا كثرة الباكين حولي على إخوانهم لقتلتُ نفسي بعد أن أبدل الباكين بالواشين :
خذي نفسَ الصبا " بغداد " إني
بعثتُ لكِ الهوى عرضاً وطولا
" وردنا ماءَ دجلةَ خيرَ ماءٍ
وزرنا أشرفَ الشجر النخيلا"
" ولولا كثرةُ الواشينَ حولي "
أثرتُ بشعريَ الداءَ الدخيلا
أدجلةُ إنَّ في العبرات نطقاً
يحّير في بلاغته العقولا
فانْ منعوا لساني عن مقالٍ
فما منعوا ضميري أن يقولا
خذي سجعَ الحَمامِ فذاك شعرٌ
نظمناه فرتَّله هديلا
ونلاحظ هنا التكرار الجميل لحرف اللام ضمن كلمات القصيدة والتي تعطيها نكهة وموسيقى داخلية خاصة محببة.
وهاهو يشتكي مرة أخرى ظلم العراق لأبنائه ومحبيه التي يناجي فيها أحمد شوقي وحافظ إبراهيم فيقول
يا لَلرفاق ومثلُ ما كابدتُه
مما أُلاقي كابَدَتْهُ رفاقي
وطني نقيض شُكوله فرجالهُ
شابوا وما شّبوا عن الأطواق
لكما شكا ظلم العراقِ ، وذِلةٌ
أن يشتكي ظلمَ العراق عراقي
وإليكم هذه القصيدة الجواهرية التي يتصور سامعها أنه يتحدث عن نكبة الموصل الحدباء
عُمِرَتْ ديارُ شَراذمٍ دُخّال
أسفاً عليك وأنتَ قَفرٌ خالِ
عُمِرَتْ ديار " الطارئين " ونُكِّستْ
دورٌ شَراها أهلها بالغالي
يا عابرينَ على الطريقِ تلفتوا
وتَبَصَّرُوا بتقلُّبِ الأحوال
في ذمة التاريخِ ما جُرِّعتُمُ
من غُصَّةٍ ، في ذمة الأجيال
شعبٌ أراد به الوقيعةَ خصمُهُ
وبنوه فهو ممزَّقُ الأوصال
شُغِل الفراتُ بضيمه عن دجلة
ونسى جنوبيّ العراق شمالي
وإذا سألتَ الرفقَ كان جوابُهُم
ما للقلوبِ الموجَعاتِ ومالي
 
 
أما في قصيدته النونية الجميلة غير المشهورة نسبياً ( الأحاديث شجون) يأتي الجواهري بمعاني غير مسبوقة في حب الوطن والتعلق به
جَدِّدي ريحَ الصبَا عهد الصِبا
وأعيدي فالأحاديثُ شُجونُ
إن أباحتْ لكِ أربابُ الهَوى
سِرَّه فالحكمُ عندي أن يصونوا
جدِّدي عهدَ أمانيه التي
قُرِنَ العيشُ بِها نِعمَ القرين
يومَ كنّا والهوى غضٌّ وما
فُتِحَتْ إلاّ على الطُهْر العُيون
جدِّدي ذكرَ بِلادي إنَّني
بهواها أبدَ الدهرِ رَهين
انا لي دينان : دينٌ جامع ٌ
وعراقي وغَرامي فيه دِين
يا مُدانينَ اضاعُوا وطناً
هو للحشرِ بمن فيه مدين
اين كانَ الوطنُ المحبوبُ إذْ
قَلَّتِ الزينةُ مالٌ وبَنون
ليسَ يخفَى أمركُم من بعِدما
قَلِّبَت منه ظُهور وبُطون
تَبخَس الأوطان ظلماً حقَها
ثم لا يُسترخَصُ العمرُ الثمين
هذه بغدادُ ، هذا كرخُها
هذه دجلةُ والماءُ المَعين
قُطِّعَتْ أوصالُها ، وافترقتْ
فشِمالٌ ليس تدري ويَمين
القوافي أدُمُعٌ منظومةٌ
والأناشيدُ بُكاءٌ وحَنين
كيف لا تُحزنكُم أُهزوجةٌ
كانَ من اوتارها القلبُ الحزين
اكسُ ياربِ بلادي رحمة ً
وحناناً مثلما يُكسَى الجنين
امحُ عنها ذُلَّ ارهاقِ العِدى
أنها ما عُوِّدَت عاراً يَشين
 
وبعدُ فهذه رحلة قصيرة في شعر ومسيرة الشاعر المعجزة .الشاعر الذي غنى وطنه حتى فاض شعره حنيناً وبكاءً وألماً
إنه حقاً إبن العراق البار بكل ما في الكلمة من معان
 
سيدني
27 تموز 2014
 
 
  عدد زواراليوم 217556 visitors (433354 hits) مرحبا بكم  
المواضيع المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي موقع عصافير، و إنما تمثل وجهة نظر كاتبيها
جميع الحقوق محفوظة لموقع عصافير
 
 
Bookmark and Share www.3safer.de.tl ,münchen, mandäer, irak 2010, صابئي , صيبي, مندائي, م, شعر عراقي, كاظم الساهر, حبو غزل, تعارف, طرب, افلام عربية, قصص, ابوذية, مسجات, ردح, اغاني, ص, ع, ا, ك, باجه, جاي و سمك مسكوف, دولمة, التكبر , التواضع , احبك, برازيليِ
Diese Webseite wurde kostenlos mit Homepage-Baukasten.de erstellt. Willst du auch eine eigene Webseite?
Gratis anmelden