edmilia.tk <body> </body> google-site-verification=Xz06IR0Fyb2MKO7FygwFviEwK6XKl7AUITzo_UlSHGQ الـــحــب الحب أجمل ما يوجد في هذه الحياة بدون الحب لا توجد حياة فالحب أسمى معاني الحياة وللحب أشكال كثيرة ومعاني أكثر لكن أروعه حب الأبوين حب الأم وحب الأب فلولا هذا الحب لما وجد الحب أصلا
   
  عصافير
  mad3
 

خوازيقُ لأستاهِكُمْ أُحْضِرَتْ، أيُّها المُفسِدُون

مديح الصادق

ثانية عاد مشحوت على اللوح، ذلك الذي ما فتئ يلاحقني أنَّى ولَّيتُ وجهي؛ لأن ذِكره لم يرد في كتاباتي مذ زمن ليس بالقصير، وكأنه ذلك التابع الذي اعتاد من سيده على الضرب كل حين، حتى باتت له إهانة حين ينشغل عنه السيد فلا يحظى بما اعتاد عليه من متاع يومي، وأمثال مشحوت موجودون دوما، في كل زمان ومكان، كالحرباء يغيِّرون جلودهم، وحسب ما تمليه عليهم تغيرات الطبيعة والمناخ والحاجات، على أكتاف المساكين تراهم متسلقين، يصفقون للظالم حتى تُدمى أكفهم، فيسترون عوراتهم بما يلقيها عليهم من خرق باليات، يلعقون حذى المتسلطين طامعين بما يُلقى عليهم من فتات، قد يجود به الظالم، أو لا يجود
مشحوت - كعادته في تغيير مهنته والشكل - اشتغل المرة هذه سائسا للخيل عند شيخ معروف من شيوخ قبيلة { بني لام } الطائية القحطانية، المنحدرة من جبل العامل في لبنان، التي فرضت سيطرتها بقوة على قاطع جنوب شرق العراق، من ديالى حتى البصرة، أيام احتلال البريطانيين للعراق، فأغلقت عليهم منافذ المرور بين بغداد والبصرة برا أو عبر النهر، وأقضت مضاجعهم، يقودها الشيخ الفارس المُهاب { غضبان البنيَّة } الذي تحالفت معه قبائل كبرى في العمارة والبصرة والكوت، وكان شيوخ منها مستشارين له، ومن الجهة الأخرى فقد وقفت مع حلفائها سدا منيعا بوجه غزوات وأطماع الفرس - التي لم ولن تتوقف - من جهة إيران، وسببت لهم أوجاع الرؤوس

ظل مشحوت وعائلته مخلصا في خدمة الشيخ، يتجسس على أتباعه، ومقربيه ممن يسمون { الحوشية والسراكيل } ويعد عليهم الخطوات، ينقل عنهم بدقة، وأحيانا يزيد إنْ ينافسْهُ غريم، ومثله تفعل زوجته { طهمازة } الحافوفة إذ تتنقل بين نساء الشيخ، تحمل الخيط والإبرة من هذا المخدع إلى ذاك، وأحيانا تكشف لهن الحظ، هداياه للمدللات، بمَ يناديهن من أسماء حين يلقي الرجال جبروتهم تحت أقدام النساء، وساعة تتدحرج التيجان في أعنف الرعشات، ولها مع الصائغ موعد كل شهر لتستبدل الليرات الرشيدية بكيس النقود
لقد مكَّنت هذه المهمة مشحوتا من أن يحظى بمثل ما حظي الشاعر علي بن الجهم عند الخليفة العباسي؛ إذ صار له مفتاح الأمان ومستودع الأسرار، يكشف له ما يفعله الموسورون خلافا لما يُظهرون، أو ما عنه ينهون، وأعظم تلك الأسرار خزينة الشيخ التي غصت بالجواهر والأحجار الثمينة، والنقود، يُخفيها بعيدا عن الأنظار، في مربط الخيل، في زمن صعب لا يملك الفلاح سوى عرق الجبين، وعند الحاصل يحصد حجرا وصوان
هاهي الفلوس، يا مشحوت، التي أغرت الملوك حتى بها ذبحوا الخصوم، ولم يسلم الأتباع والمقربون، كم أفسدت من الحكماء، وأغرت من العقلاء، صديق تنكَّر لصديق، وأخ أدار ظهره لأخيه، حروبا أشعلت كان وقودها الفقراء، هي الفلوس - ألا لعنة الله عليها - ترفع الخسيس إلى مواضع الشرفاء، وقد تنال من حصن الشريف، فهاهي الفلوس، كلُّها بين قبضتيك، يا مشحوت

تربع عند موقع الخزينة، يمينا، يسارا، تلفت بكل الجهات، القوم جميعا نيام، والشيخ متأخرا عاد من حفلة عرس لأحد أبناء الشيوخ، لابد أنه الليلة في أحضان الصغرى، وحتما بملاعبها ودلالها سوف تُلهيه، الكلاب تعرفه وتعودت عليه، وهو لم يبخل عليها بما يشغلها عنه، الريح تصفر في أواخر تشرين وبرده اللذيذ، والنجوم تطارد بعضها في كرنفال بهيج
لا تبالِ، افرش عباءتك، يا مشحوت، ماذا سيفعل بك الشيخ لو أنك متلبسا بالجرم ألقى عليك القبض ؟ أيه يا روحي، قد يلقي بي في النهر مربوطا بحبل ليلا بكامله، أو يصب على رأسي اللبن ثم يحيل علي الكلاب بعد الجوع فتنهش وجهي والرأس، وقد يأمر بجلدي العبيد الحاقدين؛ لأني حرضته عليهم، وأشد العقوبات أن يطمرني في حفرة حتى حنكي، وعني يمنع الماء والزاد
وعند نهاية كل سؤال يرد على نفسه بعبارة : راضية يا روح، ولمَّا كنتِ راضية يا روح بكل ما توقعتُ فعلام الانتظار ؟ لأفرشنَّ عباءتي فأغرف كل ما من حمله تمكنت. فرشَ العباءة، أمسك الفأس، خرزة ظهره حزَّها نصل سيف لم يكن عنه بالغريب، واقتيد مربوطا بغترته إلى مجلس القضاء، واستأنس الشيخ بآراء المستشارين الحكماء كي يقرروا نوع العقاب، تهللت أساريره، وكشر أنيابه عن ابتسامة المنتصر الصفراء، فقد رأى كل منهم عقوبة من تلك التي شاور نفسه فيها فطاوعته، أما أية واحدة منها فذلك ما سوف يقوله الشيخ، وله القرار الأخير، ومنه تصدر الكلمة الفصل
صمت مخيف يطبق على المكان، تكاد تسمع رفيف القلوب؛ بل تعدَّ النبضات، الواقفون خارج المضيف أكثر ممن هم داخله، وجوه واجمة، وأنظار شاحبة تترقب ما سينطق به الشيخ، يا مسعود، نعم { امْحَفوظ } أحضر الخازوق، يا مسعود، صرخة مدوية من مشحوت هزت القرية، ورددتها حواف الصحراء، لا، لا ياشيخ { كلهن خايرت روحي بيهن ورضت؛ إلا سالفة الخازوق ما جت على بالي، ولا خايرت روحي بيها قط } وهنا انفجر الشيخ ضاحكا من غباء مشحوت الذي لم يدر بخلده أبدا أن يُدَق في استه خازوق يدميه

اخترت القصة الواقعية كي أمتع بها دواخلكم المتعبة - أحبتي القراء - وكي نستخلص منها درسا بليغا نقدمه لتلك المجاميع المُفسدة التي انتحلت لنفسها أسماء السياسة، وصفات السياسيين، وهم عليها بحرب، ومعها في خصام؛ لأن من أخلاق السياسة الحقة أن يكون السياسي خادما، متواضعا لشعبه، أو لفئات من شعبه التي أفرزت الحاجة أن يكون لها سياسيون عن حقوقها مدافعون، ولثرواتها حافظون، يصرخون مدوية بوجه الباطل، عن مطامعهم وملذاتهم يتنكرون، مصلحة الوطن العليا هاجسهم والقاسم المشترك الذي على صخرته تتكسر كل المصالح الفئوية والطائفية والشوفينية والمناطقية، أستحلفكم بكل ما تؤمنون، هل لمستم على الساحة هذا النموذج من تلك القوى التي تقاسمت الكراسي، والثروات، وعبثت بكرامة واستقلال العراق، وأدخلت المحتلين من كل الجهات، وضيعت الهوية، واستهترت بالثقافة والموروث الثقافي والأدبي والفني، وهجرت خيرة الوطنيين المخلصين، من كل التخصصات، والانتماءات ؟ لا همَّ لها سوى الابتلاع إلى حد الانفجار، ولا شك بأن الانفجار هذا قريب، وإلاَّ فإن شعبا قد أنهكه ضحك عليه ممن أسموا أنفسهم بالسياسيين قد جهَّزَّ { الخوازيق } كي يدقها في أستاههم، أولئك الذين يفعلون ما شاؤوا؛ لأنهم لا يستحون

بمناسبة العراك على ترشيق الوزارات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أضافة تعليق
سلمت يداك ، وسلمت قلما وفكرا واسلوبا ايها الاخ الاديب المبدع ابا سولاف .. لقد تسلقت الجبال ووصلت الى القمم التي يتربع عليها العظام الراحلون ومنهم الشهيد عبد الجبار وهبي " ابو سعيد " والشهيد شمران الياسري " ابو كاطع " فهنيئا لك بهذه النعمة والموهبة .. والى المزيد من الابداع .. ودمت اخا عزيزا

جبار ياسر الحيدر
تورونتو / كندا


أخي وصديق الإعلامي والأديب المتميز مـديح الصادق "ابو سولاف
قطعة ادبية جميلة ، تكتب ما يتمناه شرفاء العراق
تقبل تحياتي مع الود
أخوكم

يحيى غازي الأميري
العزيزان الغاليان، علما الطائفة البارزان
الدكتور جبار ياسر الحيدر، طبيبا ومثقفا مناضلا، الأستاذ يحيى الأميرى، أديبا ومثقفا مناضلا
أحبتي الكرام، في ظروف كالتي يمر بها العراق حاليا، يوضع السياسي، أو المثقف الثوري أمام
خيارين، فإما يكون واحدا من المطبلين للباطل، مثل مشحوت ومن يشاكله، أو أن يكون في الموقع
الذي يجب أن يكون عليه؛ وفي تلك الحال فإنه سيترك صفحة ناصعة للتأريخ، كتلك التي خلدت
الكرام، أبا كاطع، وأبا سعيد، وغيرهم كثير، شكرا لتعقيبيكما الموضوعيين
مديح الصادق

 

 
  عدد زواراليوم 217616 visitors (433465 hits) مرحبا بكم  
المواضيع المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي موقع عصافير، و إنما تمثل وجهة نظر كاتبيها
جميع الحقوق محفوظة لموقع عصافير
 
 
Bookmark and Share www.3safer.de.tl ,münchen, mandäer, irak 2010, صابئي , صيبي, مندائي, م, شعر عراقي, كاظم الساهر, حبو غزل, تعارف, طرب, افلام عربية, قصص, ابوذية, مسجات, ردح, اغاني, ص, ع, ا, ك, باجه, جاي و سمك مسكوف, دولمة, التكبر , التواضع , احبك, برازيليِ
Diese Webseite wurde kostenlos mit Homepage-Baukasten.de erstellt. Willst du auch eine eigene Webseite?
Gratis anmelden