صعب عليّ في هذه اللحظات أن أكتب ... فلقد رحلت الكلمات وخيم الصمت وتناثرت روائح الموت في كل الإتجاهات .. وسكت هدير البحار ... وبلغ قلبي أعلى حنجرتي ليخرج من جوفيوأنا أبحث عن كلمات لأرثي ابن طائفتي أرشد السيفي وصديقي العزيز رائد القزاز في جريمة البياع لا أعرف من أين أبدأ هذا الرثاء .. فلقد أجدت من قبل صناعة الكلمات ... لكن اليوم أنا أضعف من كل الحروف والنعوتات ... فلقد بحثت في كل ذاكرتي ولم أجد كلمات تعبر عما يجول بخاطري ... فلا أستطيع السكوت ولا يمكنني الكلام ... فالمقتول أنا والمذبوح أنا .. وما يزيد في ذبحي أن ثلة من القتلة ما زالوا فوق الأرض ... فعذرًا يا نفسي ومعذرة يا أخي أرشدوصديقي رائدفلكل نهار مغيب ... ولكن شمسكما أبدًاً عنا لن تغيب ياأعزائي.... والله إن القلب يعتصر ألماً ... وجفت من مقلتنا الدموع ولكن عزائنا الوحيد هو أنكم شباب مسالمين وا دعين تحبون تربة الوطن. وليرى العالم إلى أعمالكم ايهاالاوغاد. قتل . دمار . إرهاب .أيتام .ثكالى. أرامل. أنتقام . بلد مدمر . مجتمع ممزق .. جيل مجرم . والارهاب لن يفرق بين مندائي ومسلملقد امتزجت دمائكما لتروي تراب الوطن لقد تأخرتُ في رِثائكما ، ولكن عُذراً ،فقد أرعبني الخبر، سقط عليّ سقوط كل قذائف العراق، أنذهلتُ، ارتبكتُ ، رجفت ركبتاي واصطكت اسناني واعترتني رعشة فقدتُ عندها السيطرة على أناملي ، خانتني الذاكرة ، فقدتُ القدرة على إيجاد الكلمات اللائقة بمثل هذا الحدث المؤلم ، رحيلكما فاجأنا ، لم يدخل رحيلكما في أي من حساباتنا، أعذراني ايهاالاصدقاءوالاحبةالمغدورين في تأخري في الرثاء، وقد جئتكم اليوم وقلمي يكتب بالدم والدموع كلمات الألم والرثاء
أيها الأوغاد ، يا مَن تَلَطَّخَتْ أياديكم بدماء العراقيين الشرفاء ، أيها القادمون من خلف الحدود ، أيها الحاقدون على العراق وعلى تراب العراق وماء العراق ،إن زمن نهايتكم قريب ، وستكون نهايتكم على ايدي العراقيين الشرفاء ....
خليل ابراهيم الحلي/سدني
عدد زواراليوم 224791 visitors (445137 hits) مرحبا بكم
المواضيع المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي موقع عصافير، و إنما تمثل وجهة نظر كاتبيها جميع الحقوق محفوظة لموقع عصافير