نصب الحرية

نصب الحرية عبارة عن سجل مصور صاغه الفنان جواد سليم بناءا على طلب لتنفيذ نصب يحكي عن اثر ثورة 14 تموز
فجسد ذالك عن طريق الرموز أراد من خلالها سرد أحداث رافقت تاريخ العراق مزج خلالها بين القديم والحداثة
حيث تخلل النصب الفنون والنقوش البابلية والاشوريه والسومرية القديمة أضافه إلى رواية أحداث ثوره 1958
ودورها واثرها على الشعب العراقي وكثير من الموضوعات التي استلهمها من قلب العراق
ولعل أهم ما يجذب الشخص عندما يطالع النصب للوهلة الأولى هو الجندي الذي يكسر قضبان السجن الذي يتوسط النصب
لما فيه من قوه واصرار ونقطة تحول تنقل قصة النصب من مرحلة الاضطراب والغضب والمعاناة إلى السلام والازدهار.
استغرق العمل به لمدة سنة ونصف قضاها الفنان جواد سليم في مدينه فرنسا
واستطاع هناك بتوفير جو ملائم لكي يستوحي المضمون والدلاللات لهذا النصب العظيم
الى درجة انسجم وتعلق به كثيرا فقبل انجاز العمل نهائيا وفي اثناء تعليق المنحوتات على الجدارية
كان الفنان جواد سليم موجدا ويشرف بنفسه على تعليق وتثبيت المنحوتات
واذا فاجاته نوبه قلبيه حادة ادت به الى الوفاة وقبل افتتاح العمل
هذا الفنان الكبير لابد ان يخلد ويعتبر قمة في الفن المعماري وهو ضحى بجهده وحياته
كي يؤسس لنا عمل يضاهي بقيمته وفنه الاعمال العالمية مع الفرق الحضاري الكبير الذي يفصلنا
انه نصب يستحق ان يبقى ويطور ويعمر كي نحافظ عليه كرد جميل لفنان مبدع اسمه جواد سليم
الذي قال عنه, الجواهري الكبيرفي مناسبة مرور ذكرى رحيله
( منذ تركت النجف في العشرينات لم أحمل نعشا على كتفي سوى نعش جواد سليم )
ولعل هذا أصدق أعتراف من مبدع كبير بحق مبدع كبير آخر , ولعل شاعرنا العظيم لم يغب عن
باله الراحل جواد حين قال بيته الشهير :
يموت الخالدون بكل فــجّ ويستعصي على الموت الخلود
رحم الله جوادا الذي علمنــّا كيف نفكّر وكيف نؤسس لأنتاج عمل فني
عراقي خالد يوضع في قائمة الاعمال الخالدة مثل الزقورات وملويه سامراء والنصب الخالدة الاخرى

|