كتاب من تراثنا

سوف اسرد لكم اليوم قصة كتاب يعتبر من الكتب التراثية العربية الممتعة والمهمة في الأدب العربي
كتاب ألف ليلة و ليلة كتاب مشوق و به معاني كبير يتعلم منه القارئ الكثير من الحكم ففي كل قصة
من قصصه حكمة يستفاد منها القارئ في حياته اليومية
انه بحق كتاب ممتع يتمتع به القارئ من بدايته حتى ألنهايته حيث الشخص الذي يبدءا بقراءته لا يستطيع تركه حتى ينتهي من قراءته
ترجم هذا الكتاب إلى معظم لغات العالم. طبع بالعربية لأول مرة في ألمانيا بعناية المستشرق هايخت فأنجز منه ثمانية أجزاء، مع ترجمته
إلى الألمانية، وتوفي قبل إتمام الكتاب، فأنجز الباقي تلميذه فليشر ثم طبع مرات لا تحصى أهمها: بمصر تقول الحكاية الأم التي تبسط ظلاله
ا على حكايات الكتاب: (أن الملك شهريار لم يكتف بعدما اكتشف خيانة زوجته بقتلها هي وجواريه وعبيده، بل صار كل يوم يأخذ بنتا ً بكراً
فيزيل بكارتها ويقتلها من ليلتها، فضج الناس وهربت بناتهم...فسألت شهرزاد أباها الوزير أن يقدمها لشهريار قائلة: (فإما أن أعيش، وإما
أن أكون فداء لبنات جيلي وسبباً لخلاصهن) وكان الوزير يطلع كل صباح بالكفن تحت إبطه، بينما ابنته شهرز اد تؤجل ميعاد موتها بالحكاية
تلو الحكاية، حتى أنجبت للملك ثلاثة أولاد في ألف ليلة قضتها في قصره، وجعلته بحلاوة حديثها وطرافة حكاياتها أنسانا آخر. ولا شك في
أننا غير قادرين على تلخيص أثر هذا الكتاب منذ شاع ذكره في أوربا، وليس في وسعنا هنا إلا تقديم نموذج منها بكتاب (غوته وألف ليلة
وليلة حيث عاش غوته منذ نعومة أظفاره مع هذا الكتاب، وكان يحفظ حكاياته إلى درجة أنه كان يلعب دور شهرزاد عندما تتاح له الفرصة،
وكان في صباه وفي شيخوخته يستخدم رموز الحكايات وصورها في رسائله، وكان بالنسبة له (كتاب عمره). كل ذلك والترجمة الألمانية لم
تكن قد أنجزت بعد، وإنما كان يرجع إلى الترجمة الفرنسية المجتزئة التي قام بها المستشرق الفرنسي أنطوان غلان
وذلك قبل أ ن تظهر الترجمة الألمانية مما جعل غوته يمضي آخر سني حياته مع هذه الترجمة في هذا العمل هل سمعت عن علاء الدين
والمصباح العجيب وهل سمعت عن السندباد و عن علي بابا والأربعين حرامي وهل سمعت وهل سمعت…..
كل هذا كان من حكايات ألف ليلة وليلة ولقد كتب كثير من الشعراء عن هذه الحكايات و وصفها بأحلى الكلمات الرقيقة و تغنى كثير من
مطربين بهذه الجملة الف ليلة وليلة و ارتبط اسم بغداد عاصمة العلم و الثقافة في لعصر العباسي بهذه القصص فاغلب هذه القصص
كانت تدور إحداثها في بغداد فسندباد البطل البحار من بغداد و علاء الدين و مصباحه الشهير من بغداد وعلي بابا والأربعين حرامي كذالك
وقد جسد النحات العراقيون إبطال هذه القصص على شكل تماثيل رائعة الجمال يمكن ان نجدها في وسط العاصمة بغداد مثل تمثال كهرمانة
والأربعين حرامي وتمثالي شهرزاد و شهريار
فلا يفوتكم أعزائي القراء قراءة هذا الكتاب الرائع و الممتع

إيناس حسن الكيلاني