دَعْ عَنْكَ لَوْمي فإنّ اللّـوْمَ إغْـرَاءُ
ودَاوني بالّتي كانَـتْ هـيَ الـدّاءُ
صَفـراءُ لا تَنْزلُ الأحزانُ سَاحَتـها
لَوْ مَسّـها حَجَـرٌ مَسّتْـهُ سَـرّاءُ
مِنْ كَفّ ذات حِرٍ في زيّ ذي ذكرٍ
لَهـا مُحِبّـانِ لُـوطـيٌّ وَزَنّـاءُ
قامَتْ بإبْريقِها ، وَاللّيْـلُ مُعتَكِـرٌ
فَلاحَ مِنْ وَجْهِها فِي البَيـتِ لألاءُ
فأرْسلَتْ مِنْ فَم الإبْريـق صافيَـةً
كأنّمـا أخْذُهـا بالعَيـن إغْفـاءُ
رَقّتْ عَن الماء حَتّى مـا يُلائِمَـها
لَطافَةً ، وَجَفا عَنْ شَكلِـها الـماءُ
فلَوْ مَزَجْتَ بهـا نُـوراً لَمَازَجَهـا
حَـتّـى تَوَلّـدُ أنْـوَارٌ وأضْـواءُ
دارَتْ على فِتْيَةٍ دانَ الزّمـانُ لَهُـمْ
فَمـا يُصيبُهُـمُ إلاّ بِمـا شـاؤوا
لِتِلْكَ أبْكي ، وَلا أبْكي لِمَنـزلَـةٍ
كانَتْ تَحُلّ بِهـا هِنْـدٌ وَأسـماءُ
حاشا لِدُرّةَ أنْ تُبْنَى الـخيامُ لـها
وَأنْ تَرُوحَ عَلَيْها الإبْـلُ وَالشّـاءُ
فَقُلْ لِمَنْ يَدّعي فِي العِلْمِ فَلسَفَـةً
حَفِظْتَ شَيئاً ، وَغابَتْ عَنكَ أشياءُ
كفى بكَ داءً أنْ ترَى الموْتَ شافِيَا...وَحَسْبُ المَنَايَا أنْ يكُنّ أمانِيَا